بعد التوقف عن العمل بسبب الحرب، مصرف الساحل والصحراء - السودان، يستعيد نشاطه المعتاد ويسعى للتوسع في ولايات جديدة
ما هي الأضرار التي لحقت بالقطاع المصرفي ومنها مصرف الساحل والصحراء، منذ اندلاع الحرب على الخرطوم في نيسان 2023 وحتى الآن؟
لحقت بالجهاز المصرفي خسائر وأضرار جسيمة جداً بعد اجتياح المتمردين للخرطوم واندلاع الحرب فيها، حيث فقدت المصارف السيولة النقدية بالكامل إضافة الى الأصول الثابتة والمتحركة. ومصرف الساحل والصحراء كان من ضمن المصارف التي تأذّت بشكل كبير، حيث تمّ تديمر المقر الرئيسي للبنك في منطقة المقرن بالكامل، كما تضررت فروعنا الـ 6 أيضاً في الخرطوم وبحري وأم درمان، إضافة الى أنه تم نهب الأموال سواء بالعملة المحلية أو الأجنبية.وفي النهاية يمكن القول أن الأمور اليوم بدأت تسير نحو الأفضل، وأن تعافي الجهاز المصرفي يُعتبر معجزة حقيقية، بعد هذه النكبة القوية التي تعرض لها.
كيف استطعتم نقل البيانات وتأمينها؟
لحسن الحظ، كنا قد أنشأنا قبل الحرب نسخة احتياطية لكافة بيانات المصرف في مركز حفظ البياناتDisaster Recovery Center التابع لشركة الإتصالات "سوداتيل" في الخرطوم. وبعد أن انتقلنا إلى بورتسودان في شباط 2025، نقلنا البيانات إلى مركز التعافي التابع لـ"سوداتيل" هنا في بورتسودان، وكانت كلها سليمة، الأمر الذي مكننا من استأناف عملنا بشكل طبيعي، واستطعنا تلبية كافة طلبات العملاء، ودفع الودائع سواء كانت بالعملة المحلية أو الأجنبية.
هل تخليتم عن موظفيكم منذ اندلاع الحرب، وحتى عودت نشاطكم في بورتسودان؟
لم نستغنِ عن أحد، بل تمّ منح حوالي 60% من الموظفين إجازة مفتوحة بدون راتب، ونأمل عند عودة النشاط إلى طبيعته أن نعيدهم جميعاً بشكل تدريجي الى العمل.
هل كان هناك حالات تعثر في دفع أقساط القروض المستحقة؟
بالفعل شهدنا العديد من حالات التعثر، حيث تضرر الكثير من العملاء بسبب الحرب وسرقت أموالهم وهدّمت بيوتهم وتوقفت أعمالهم، كما تعرضت الضمانات التي كان المصرف يتحوط بها للسرقة أيضاً. لكن اليوم رغم كل شيء هناك أشخاص بادروا الى سداد قروضهم من تلقاء أنفسهم، وآخرون تواصلوا معنا وقدّموا مقترحات مسهّلة للسداد ويتم دراستها حاليًا، بينما لم نتمكن من التواصل مع عدد لا بأس به من المقترضين حتى الآن.
هل تلقيتم دعماً من الإدارة العامة لمصرف الساحل والصحراء؟
بالفعل، تلقينا دعمًا كبيرًا من الإدارة العامة في طرابلس – ليبيا، حيث تم رفع رأسمال البنك هنا في السودان إضافة الى إيداع أموال ضخمة بالعملة الأجنبية فيه. هذا الموقف كان له أثر إيجابي كبير في عملية التعافي.واليوم لدينا ميزانية طموحة للعام 2025، ونأمل أن
نبدأ بتحقيق الأرباح خلال هذا العام، بعد سنتين من الخسائر الهائلة.
ماذا بخصوص التكنولوجيا؟
بعد أن استبدل المصرف المركزي العملة من فئتي 500 و1000 جنيه، بدأت المصارف بتطوير التطبيقات الإلكترونية وربطها بمنصات الدفع الإلكتروني. نحن الآن بصدد إطلاق التطبيق الخاص بنا، لنكون جاهزين لتقديم كافة خدمات الدفع الإلكتروني.وهنا نذكر أنه يتم اليوم تأسيس شركة متخصصة بالتكنولوجيا المالية، تمتلكها مجموعة من المصارف السودانية ومنها مصرف الساحل والصحراء، حيث بدأت المصارف بعد الحرب تعمل من خلال التحالف في ما بينها، على أساس أن المشاكل التي تعرضت لها هي أكبر من قدرة أي مصرف منفرداً على حلّها.
وخطط التوسع؟
بعد ترتيب أوضاعنا في بورتسودان، نخطط للانتشار في المناطق الآمنة خارج ولاية الخرطوم مثل ولاية نهر النيل، حيث توجد فرص ممتازة للإستثمار في مجالات التصنيع، والذهب والزراعة والصادرات.
هل أنتم متفائلون بمستقبل السودان؟
لدينا أمل كبير بمستقبل البلد الذي حرر الجيش مناطق واسعة منه وهناك تحسّن أمني ملحوظ. التحدي الأكبر اليوم يتمثل بإعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية، الأمر الذي سيتطلب تمويلًا ضخمًا، وسيشكل ذلك فرصة كبيرة للقطاع المصرفي الذي بدأ تفاهمات بينه وبين اتحاد المصارف والبنك المركزي لإنشاء محافظ خاصة بإعادة الإعمار والتأهيل.