رغم الحرب وتحدياتها، مصرف الإدخار والتنمية الإجتماعية لم يتقاعص عن تمويل عملائه ودعم مشاريعهم
ما هي خطة الطوارئ التي اتّبعها مصرف الإدخار والتنمية الإجتماعية، بعد اندلاع الحرب في الخرطوم؟
بعد اندلاع الحرب، بدأ الناس يفكرون بالانتقال من الخرطوم إلى أماكن أكثر أمانًا، وهذا ما فعلناه في مصرف الإدخار والتنمية الإجتماعية، حيث نقلنا الإدارة العامة إلى مدينة ود مدني، وهناك تمكّنا من مواصلة العمل واستقرينا بنسبة 80%، إلى أن اندلعت الحرب في ود مدني أيضًا، فاضطررنا مجددًا إلى الانتقال إلىفرعنا في مدينة بورتسودان أواخر العام 2023 وحوّلناه إلى مقر رئيسي، واستقطبنا بعض الإدارات الأساسية للعمل فيه، بينما وزّعنا الإدارات الأخرى في فروع كسلا وعطبرة والقضارفودنقلا.الحمد لله العمل يسير الآن على ما يرام، ولم تواجهنا أية مشاكل تذكر، باستثناء بعض الصعوبات التي ترتّبت عن عملية تبديل العملة في الفترة الماضية، حيث كانت السيولة النقدية محدودة والطلب عليها مرتفع، إلا أننا استطعنا أن نحل هذه المشكلة عبر تطوير تطبيقات الدفع الإلكتروني التي ساعدت الناس والمودعين على استخدام أموالهم عبر الدفع من خلال هذه التطبيقات. اليوم أعدنا افتتاح بعض فروعنا التي كانت قد توقفت عن العمل، ومنها في سنار وسنجة والسوقي وود مدني، أما في الخرطوم، فقد قمنا بزيارة المباني والفروع لتقييم الأضرار التي لحقت بها، ووضعنا خطة لأتأهيلها وعودة الموظفين اليها وسنستأنف العمل فيها قريباً.
تشير التقديرات الى أن حوالي 50% من القروض الممنوحة قبل الحرب سوف يتعثر أصحابها عن سدادها، ما هو وضع مصرف الإدخار والتنمية الإجتماعية في هذا المجال؟
تأسس مصرف الإدخار والتنمية الإجتماعية بهدف دعم وتمويل الفئات الضعيفة ومنح التمويلا المتناهية الصغر لهم. منذ بداية العام 2023 وحتى اندلاع الحرب منحنا تمويلات بمبالغ كبيرة ولم نتمكن حتى اليوم من استرداد جزء كبير منها لأن عدداً لا بأس به من المستفيدين وأغلبهم من الخرطوم، باتوا نازحين وخسروا أموالهم ومشاريعهم، مما جعل مسألة الضمانات غير واضحة أو كافية. لحلّ هذه الأزمة وتخفيف وطأتها وضع بنك السودان المركزي خطة لإعادة جدولة هذه التمويلات، مع توفير حلول واقعية لمرحلة ما بعد الحرب. ورغم كافة التحديات والديون المتعثرة، لم يتقاعص مصرف الإدخار والتنمية الإجتماعية عن تمويل الجمهور من خلال فروعه التي استمرت في العمل ومنها في القضارفوسنار وود مدني وشندي وعطبرة، كما وزعنا تمويلات في أم درمان عبر وزارة المالية، وتمكّنا من إيصال هذه المساعدات لجهات عديدة، والحمد لله، لم تصل نسبة التعثر إلى مستوى يُعيق عمل البنك، ولا زلنا نحقق أرباحًا جيدة.
ما هو المستوى التكنولوجي الذي توصل له مصرف الإدخار والتنمية الإجتماعية اليوم؟
كان من المقرر أن نستبدل النظام المصرفي الأساسي (Core Banking System) الخاص بالبنك قبل اندلاع الحرب التي حالت دون تحقيق هذا الهدف، لكن اليوم استأنفنا العمل على هذا المشروع ومن المتوقع أن يتم تركيب النظام الجديد قريباً. سيعتمد هذا النظام على مركزية العمل كما سيتمّ تحميل قاعدة بيانات على السحابات الالكترونية لإبقائها محفوظة وآمنة، حتى في حال حدوث حريق أو حرب، بخلاف الوضع الحالي حيث تُوزّع السيرفرات على الفروع، مما قد يعرّض البيانات للتلف في حالات الكوارث. وسياعدنا هذا النظام على تطوير كافة خدماتنا الالكترونية والرقمية ومنها الانترنت البنكي والموبايل البنكي والتطبيقات المختلفة وخدمات الدفع الالكتروني.
ما هي المبادرات الي نفذتموها في مجال المسؤولية المجتمعية؟
لم نتمكن من تنفيذ مشاريع كبيرة فيما يتعلق بالمسؤولية المجتمعية خلال السنتين الماضيتين بسبب تراجع الأرباح، الا أننا ساهمنا في بعض المبادرات المحدودة حسب الإمكانات المتوفرة لدينا.
ما هي مشاريعكم المستقبلية؟
لدينا نيّة للتوسع والإنفتاح، الا أن الأوضاع الحالية تجعل الرؤية غير واضحة، وخططنا اليوم قصيرة الأجل تمتد لسنة أو سنتين على الأكثر بانتظار عودة الحياة إلى طبيعتها.