شركة جوبا للتأمين المحدودة تتخطى تداعيات الحرب وتحقق نمواً كبيراً، وتطلق قريباً تطبيقات لتسهيل عمليات الإكتتاب والمطالبات

بعد مرور أكثر من سنتين على حرب الخرطوم، ما هي التحديات التي واجهتها شركات التأمين السودانية، وكيف استطعتم تخطيها؟

تواجه شركات التأمين السودانية تحديات متعددة ومعقدة تؤثر على قدرتها على النمو والاستمرار بكفاءة. يمكن تلخيص أبرز هذه التحديات في النقاط التالية:

التأثيرات الاقتصادية الكلية:

• التضخم وارتفاع الأسعار: يؤدي التضخم المستمر وارتفاع تكلفة السلع والخدمات إلى زيادة قيمة المطالبات التأمينية، مما يضع ضغطًا على ربحية الشركات وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها.
• انخفاض قيمة العملة الوطنية:  يؤثر انخفاض قيمة الجنيه السوداني على قيمة الأصول والاستثمارات، وقد يزيد من تكلفة إعادة التأمين التي غالبًا ما تكون بالعملات الأجنبية.
• الركود الاقتصادي: يقلل الركود من القدرة الشرائية للأفراد والشركات، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على منتجات التأمين المختلفة.

بيئة الأعمال والتنظيم:

• ضعف البنية التحتية: يؤثر ضعف البنية التحتية في مجالات مثل الاتصالات والنقل على قدرة شركات التأمين على الوصول إلى العملاء وتقديم الخدمات بكفاءة في جميع أنحاء البلاد.
• الدمار الذى لحق بنوافذ تقديم الخدمات التأمينية في المناطق المتأثرة بالحرب، وكذلك الذى لحق بمؤسسات المستأمنين الذي أدى الى ضعف انتاج شركات التأمين، كما انه يتطلب تكاليف رأسمالية لإعادة ما دمرته الحرب.
• المنافسة: يشهد السوق منافسة متزايدة، مما يستدعي تطوير استراتيجيات تنافسية قوية.

التحديات التشغيلية والفنية:

• ضعف الوعي التأميني: لا يزال الوعي بأهمية التأمين ومزاياه منخفضًا لدى الكثير من الأفراد والشركات، مما يحد من حجم السوق.
• محدودية قنوات التوزيع: تعتمد معظم شركات التأمين على القنوات التقليدية في التوزيع، وهناك حاجة لتطوير قنوات جديدة ومبتكرة للوصول إلى شرائح أوسع من العملاء.
• نقص الكفاءات والخبرات: يواجه القطاع نقصاً في الكوادر المؤهلة والمتخصصة في مجالات التأمين المختلفة.
• التحديات التقنية: يتطلب تطوير المنتجات والخدمات وتحسين الكفاءة التشغيلية تبني التكنولوجيا الحديثة، وهو ما قد يمثل تحديًا لبعض الشركات.

هل كان لديكم تأمينات ضد مخاطر الحرب؟

من المعلوم ان أخطار الحرب من الاخطار المستثناة من وثائق التأمين القياسية، ويمكن ان تضاف هذه التغطية كتغطية إضافية بطلب من العملاء، ولكن نسبة لضعف الوعى التأميني وارتفاع تكلفة تغطية مخاطر الحرب لدى معيدى التأمين، كان الأثر السالب في طلب هذه التغطية من قبل العملاء وصعوبة تسويقها في قطاع التأمين.

كيف تصفون علاقتكم بمعيدي التأمين العالميين؟

يعتبر السودان من الأسواق الجاذبة لمعيدي التأمين من حيث المخاطر، وتكمن صعوبة دخول شركات إعادة تامين او أسواق إعادة تامين ذات التصنيف المرتفع في مسالة قيود التحويلات المالية المفروضة على السودان، مما يلزم شركات إعادة التأمين بفتح حساباتبنكية محلية لسهولة التعاملات النقدية. كما أدى عدم استقرار سعر الصرف وتدنى العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية الى تدنى أقساط إعادة التأمين بالحدّ الذي أصبح غير مشجع لشركات إعادة التأمين العالمية للدخول في السوق التأمين السوداني.

ما هي أبرز النتائج التي حققتها شركة جوبا للتأمين المحدودة؟

رغم ظروف الحرب، فإن نتائجنا اليوم هي أفضل نوعاً من فترة ما قبل الحرب، حيث شهدت جوبا للتأمين في 2024 نمواً كبيراً فاق توقعاتنا، وحتى الربع الأول من العام 2025 ما زال النمو مستمراً مقارنة بالفترة نفسها من 2024، وكل ذلك تحقق رغم أن أعمالنا باتت محصورة بالولايات الآمنة والمستقرة مما دفعنا الى افتتاح 5 فروع جديدة للشركة.

هل تطالبون بفرض الزامية التأمين على بعض االقطاعات؟

في السودان هناك التأمين الإلزامي على الطرف الثالث في قطاع السيارات الذي يشكل النسبة الأكبر من حجم الأقساط، وفي بداية العام 2025 فرض التأمين الإلزامي على قطاع النقل الداخلي. نحن نرى افضلية فرض الالزامية على المزيد من التأمينات مثلاً على اخطار المسؤوليات والتأمين على إصابات العمل وتأمين اخطار الحريق بالمؤسسات الصناعية، وكلها عوامل تزيد من الوعي التأميني. 

ما هي خططتكم ومشاريعكم الجديدة؟

نضع استراتيجيات تواكب التطور العالمي في مجال التأمين ونسعى لاستحداث تغطيات تأمينية تناسب مرحلة ما بعد الحرب، وذلك من خلال استقطاب كوادر مؤهلة والاستخدام الأمثل للتكنلوجيا، بما يمكننا من تلبية احتياجات عملاءنا الحاليين والمرتقبين. وفي الختام نتمنى ان تنعم البلاد بالأمن والاستقرار وأن يعمّ السلام جميع انحاءها.