مصرف السراي للتجارة والاستثمار (أتيب) مستمرون في خطتنا في التحول الرقمي
1- اعطنا لمحة عن تاريخ مصرف السراي للتجارة والاستثمار؟
تأسّس "مصرف طرابلس الأهلي" عام 1997، بعدها عام 2007 تحوّل المصرف إلى شركة مساهمة ليبية بإدارة جديدة، وتغيّر الاسم إلى "مصرف السراي للتجارة والاستثمار - أتيب". في عام 2012 انضم مساهمون جدد للمصرف وكوّنوا مجلس إدارة جديد ووُضعت استراتيجية طموحة تتناسب مع قدرات المصرف والمجالات التي يحظى فيها بمزايا تنافسية، وفي عام 2013 أُجريت تحسينات على المنظومة المصرفية وطُوّر الشعار والهوية التجارية وإجراءات العمل ومستوى الخدمات، كذلك استقطب المصرف العديد من الكفاءات سواء من داخل ليبيا أو خارجها للنهوض به وتحقيق رؤيته. ولاحقاً في 2016 جرى تحديث الهوية البصرية لأتيب والاستعانة بمنظومة مصرفية جديدة، وشخصياً التحقتُ بالمصرف عام 2013 كمدير مالي (CFO)، وبعدها كمدير لقطاع الأعمال (CBO)، وفي سنة 2017 توليت منصب المدير العام، واليوم مع أحدث المنظومات المصرفية والمالية ومع أفضل فرق العمل، لدينا مصرف يتمتع بسمعة ممتازة ويستقطب الزبائن لجودة خدماته.
2- عندما نتحدث عن استراتيجية أتيب، ماذا تحقق منها؟
منذ انطلاقة أتيب الفعلية عام 2013 كان لدينا رؤية واستراتيجية واضحة بأن نكون:
مصرف الشركات الأول في ليبيا من ناحية الخدمات وجودة المنتجات.
المصرف الرائد في الابتكار التقني المالي والصيرفة الرقمية في ليبيا والمنطقة.
الوجهة الوظيفية المصرفية الأولى في ليبيا (Employer of Choice) عبر توفير بيئة عمل مميزة تدفع الموظفين والمواهب والخبرات للرغبة بالعمل لدينا.
وهذه الرؤية والاستراتيجية تحقّقت بشكل كبير والحمد لله.
3- ما هي أبرز النتائج التي حققها أتيب في الفترة الأخيرة؟
بطبيعة الحال، وبسبب الإرث التاريخي، كان المصرف يحقق خسائر في بداياته وخاصةً أن المصرف لم يتأسس من الصفر، لكن بعد ضخ استثمارات جديدة وتطوير المنظومة المصرفية ومستوى الخدمات، انقلبت المعادلة وبدأنا منذ عام 2016 في تحقيق الأرباح التي باتت تنمو سنوياً بين 20 و25%، كما ارتفع عدد زبائننا من حوالي 10 آلاف إلى 40 ألف زبون، وأيضاً ارتفعت ودائعنا من 150 مليون إلى حدود مليار دينار ليبي.
4- ما تقييمك للمستوى التقني والرقمي في أتيب؟
نهدف في أتيب أن نكون المصرف الرائد تقنياً في ليبيا، ولهذا الهدف استثمرنا بسخاء في تطوير المنظومة المصرفية. عام 2021 شهد عملية التحول إلى منظومة تيمينوس (T24) الحديثة، وأجرينا تحسينات كبيرة على مركز اتصالات أتيب وطوّرنا بطاقاتنا الدولية والمحلية السفر، فضلاً عن طرح حلول مالية مثل المحفظة الإلكترونية ATIB Pay Direct. في 2022 أطلقنا ATIB Online وهو تطبيق الصيرفة الرقمية الخاص بنا الذي يمكّن الزبائن من التحكّم في جميع أعمالهم المصرفية بدون الحاجة للحضور للمصرف، ويُعد أتيب أونلاين من أفضل الحلول الحالية في السوق الليبي نظراً لاعتماديته وموثوقيته العاليين في إجراء الحوالات الخارجية والداخلية وطلب البطاقات المصرفية وشحنها بالعملات المحلية أو الأجنبية وكذلك طلب الصكوك وغيرها من الخدمات التي قد لا توجد مجتمعةً في تطبيق مصرفي واحد في ليبيا. واليوم نخطط لإطلاق فروع ذكية بالكامل تعمل بطريقة آلية، ويكون فيها على سبيل المثال أجهزة الصراف الآلي متعددة الوظائف وغيرها من الأجهزة الحديثة، إضافة إلى مشاريع أخرى ستبصر النور قريباً إتاحة الحصول على خدمات أتيب أونلاين بدون إجراء الزيارة التقليدية للفروع (Digital Onboarding).
من ناحية الأمن المالي السيبراني، خصصنا ميزانية ضخمة لإدارة أمن المعلومات لمواجهة المخاطر السيبرانية التي قد نتعرض لها، كما نُخضع كافة منتجاتنا وخدماتنا الإلكترونية للعديد من الاختبارات دورياً لسدّ أي ثغرات محتملة.
5- هل تطبّق المصارف الليبية أهم المعايير العالمية والمحلية؟
يقود مصرف ليبيا المركزي اليوم عملية ضبط وتطوير القطاع المصرفي الليبي وحثّه على الإلتزام بكافة المعايير المحلية والعالمية، ولهذه الغاية ألزم المركزي الليبي جميع المصارف بتكوين وحدة خاصة بإرساء المعايير الجديدة في ما يخص بازل 2 وبازل 3 وIFRS9، والتي يجب على المصارف تطبيقها في فترة زمنية محددة. كذلك أصدر المركزي قراراً بفصل إدارات المخاطر عن إدارات الائتمان إضافة إلى رفع رؤوس أموال المصارف لمواجهة أية مخاطر محتملة.
من ناحية أخرى فإن التطور الهائل الذي يشهده عالم التقنية المالية Fintech والعملات الرقمية Crypto Currency وBlockchain وغيرها، حتّم على المصارف المركزية مواكبة العصر عبر إصدار قوانين تنظّم وتراقب عمل هذه التقنيات، ونحن في ليبيا سائرون بخطىً ثابتة في هذا الاتجاه الصحيح.
6- ما هي خطتكم في دعم المشاريع الصغرى والمتوسطة؟
من أبرز أدوارنا كمصرف المساهمة في دعم وتطوير الاقتصاد الليبي عن طريق تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة وحتى الكبيرة. وهنا لا بدّ أن نذكر أن أتيب تفرّد بين المصارف الليبية بإطلاق مبادرة لدعم التمويل المتناهي الصغر تحت اسم "نماء تمويل"، والتي تهدف إلى مساعدة الخريجين الجدد وأصحاب المشاريع المبتكرة في تحقيق أحلامهم عوضاً عن مواجهة الصعوبات في الحصول على خدمات مالية من خلال المصارف التقليدية. نماء تمويل تمنح تمويلات تصل إلى 50 ألف دينار ليبي عبر المرابحة الإسلامية لأصحاب المشاريع متناهية الصغر في مختلف المجالات من المشاريع التجارية إلى الصناعية والزراعية وورش الصيانة والبناء بالإضافة إلى المشاريع التعليمية والمنزلية وغيرها. كما نوفّر متابعة استشارية لأصحاب هذه المشاريع بتقديم التدريب اللازم لهم لإنجاح مشاريعهم. ونحن في "أتيب" نشجع على وجه الخصوص التمويلات الاستثمارية في الصناعة، وهناك العديد من المصانع التي نفخر أننا موّلناها وهي اليوم تعمل بمعايير عالمية وحققت نجاحات كبيرة.
7- ما هي خطتكم في التوسع والانتشار؟
كوننا نركز على تقديم خدماتنا للشركات بشكل أكبر، اقتصر تواجدنا على المدن الرئيسية فقط وعدم التوسع بالفروع بشكل كبير، أما الأفراد فنستقطبهم عبر القنوات الرقمية مثل الصيرفة الرقمية عبر النقال والحاسوب ورسائل الـ SMS. من ناحية أخرى طرحنا فكرة التوسع في عدد من البلدان المجاورة مثل تونس ومصر وسواها، لكننا أجلنا الفكرة إلى وقت لاحق، ونركز اليوم على تعزيز موقعنا وتقويته في ليبيا.
8- ما هي مشاريعكم المستقبلية؟
لدينا مشروع توسيع المقر الرئيسي لأتيب ليتماشى مع النمو الكبير الذي نحققه، وبناء قاعات متعددة الاستخدام لاستعمالها في عدة مناسبات وأبرزها نشاطات أكاديمية أتيب التي تهتم بتدريب الموظفين والخريجين الجدد وتطوير مهاراتهم. كذلك لدينا عدّة أنشطة داخلية من نشاطات ثقافية وصحية ورياضية ومسابقات اجتماعية وغيرها، تهدف إلى بناء ثقافة الانتماء للمؤسسة. وأيضاً نحن مستمرون بشكل دائم في رحلتنا في تبني التحول الرقمي الذي بات أمراً لا غنى عنه في العصر الحالي.