سوق التأمين الفلسطيني بحاجة اليوم الى تكافل شركات إعادة التأمين العربية
نلاحظ اهتماماً متزايداً لشركات التأمين الفلسطينية في المعارض والمؤتمرات المتخصصة ومنها اليوم مؤتمر العقبة الدولي العاشر للتأمين، كيف تقيمون أهمية هذه المؤتمرات بالنسبة لكم؟
رغم الحرب على غزّة والأزمات الإقتصادية والجيوسياسية، الا أن قطاع التأمين الفلسطيني، مع صغر حجمه، أثبت نفسه كقطاع مهم وأساسي في الإقتصاد الوطني، وهو اليوم يشهد نمواً وتطوراً متزايداً إن من ناحية النتائج الماليةأو مواكبة المعايير العالمية مثل المعيار الدولي لإعداد التقارير المالية 17 IFRS-أو من ناحية تبني أحدث الخدمات الرقمية. والنشاط الذي نراه اليوم في المؤتمرات والمعارض مثل مؤتمر العقبة، الذي يُشهد له بأهميته الكبيرة في التنظيم والحضور والمواضيع المطروحة، ليس فقط بسبب هذا النمو الكبير الذي يشهده القطاع، إنما هو بسبب الحاجة المتزايدة للتعرف والانفتاح على معيدي تأمين ووسطاء إعادة تأمين جدد، حيث شهد السوق انسحاب العديد من المعيدين التقليديين أو فرضهم لشروط وأسعار مبالغ بها، دون دراسة وتقييم حقيقيين لمخاطر السوق، حيث هناك إنطباع مسبق بأن القطاع محفوف بالمخاطر العالية، وهذا هو التحدي الأكبر لشركات التأمين الفلسطينية اليوم. والمفارقة أن هذا التشدّد طال فقط السوق الفلسطيني، فيما بيقي التعامل مع السوق الإسرائيلي مستمراً رغم تشابه المخاطر أو تجاوزها أحيانا. هذا الواقع اليوم يتطلب منا سعي دائم لإيجاد الحلول الذكية والمبتكرة لتخطي هذه المرحلة الصعبة.
دعوات لتفعيل دور شركات الإعادة العربية
هل تعتقدون أن السوق اليوم بحاجة الى إنشاء شركة إعادة فلسطينية محلية، وماذا عن دعم شركات الإعادة العربية؟
أعتقد أن فكرة إنشاء شركة إعادة تأمين فلسطينية هو أمر غير مجدي إقتصادياً نظراً لصغر حجم السوق، لكن في المقابل تبدو الحلول التعاونية بين شركات التأمين الفلسطينية Co Insurance ضرورية. من ناحية أخرى نتمنى أن يكون هناك دعم عربي أكبر للقضية الفلسطينة، وأن لا تقتصر الحلول على الداخل الفلسطيني فقط، حيث ندعو بداية إلى ضرورة تفعيل دور صندوق أوريس(AURIS) ، وهو صندوق تأمين عربي متخصص في تغطية أخطار الحرب والإضطرابات السياسية والكوارث في الوطن العربي، إضافة الى تفعيل دور شركات إعادة التأمين العربية التي يتعدى عددها الـ 10 شركات.
المشرق للتأمين: نموذج في الاستقرار والتخطيط
ما هي أبرز النتائج التي حققتها المشرق للتأمين في الفترة الأخيرة؟
تأسست المشرق للتأمين عام 1993، وهي من الشركات الرائدة في فلسطين، وقد تمكّنت على مدار أكثر من 32 عامًا من تحقيق نتائج مستقرة ومتزنة حتى في أصعب الظروف. في 2024 حققنا أرباحًا تجاوزت المليون دولار، الا أنها وزّعت على المساهمين بشكل أسهم مجانية إلى جانب أرباح نقدية بسيطة، وأتى ذلك في إطار سياسة مالية تركّز اليوم على تعزيز رأس المال والمخصصات لمواجهة التقلبات، وأهمها غياب الاستقرار الاقتصادي حيث شهدنا تراجعاً في تحصيل الأقساط نتيجة زيادة البطالة وارتفاع حالات الشيكات المرتجعة الأمر الذي أدى إلى تراجع طفيف في النمو في 2024.
تركيز استراتيجي على المنتجات الجديدة
ما هي أبرز المنتجات التي أطلقتموها أخيراً؟
يشكّل تأمين المركبات الإلزامي أكثر من 65% من حجم سوق، وتعتبر أقساطه مرتفعة نسبياً لأن تغطياته غير محدودة، يليه التأمين الصحي وتأمين الحريق الذي يشكل 10%، وتأمين العمال الذي يشكل 15%، والتأمينات الأخرى.واليوم تركز المشرق للتأمين على مجموعة من الحزم التأمينية الحديثة والمبتكرة المصصمة لمختلف فئات المجتمع، وأهمها:
- "مشرقة":وهي وثيقة تأمين مخصصة للنساء ورائدات الأعمال، وتشمل تغطيته الحوادث الشخصية والمسؤولية المدنية وتأمين المشروع وحتى سرطان الثدي الذي قد يصيب المرأة المؤمنة.
- "تجارتي": وهيبوليصة خاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.(SMEs)
- تأمين المنازل: وهيتغطية تشمل موجودات المنزل والحوادث الشخصية والمسؤولية المدنية وخسائر الإيجار.
التحول الرقمي: أولوية في زمن الأزمات
ما هي خطتكم في التحول الرقمي؟
اعتمدنا منذ حوالي السنتين خطة متكاملة للتحول الرقمي بدعم مباشر من مجلس الإدارة، شملت تحديث البنية التحتية الرقمية وإطلاق تطبيق إلكتروني لإصدار تأمين المركبات والسفر، مع نية لإضافة منتجات جديدة على التطبيق لتلبية احتياجات العملاء بسرعة وسهولة.
المستقبل: الثبات أولاً، ثم التوسع
ما هي مشاريعكم المستقبلية؟
في ظل الواقع الصعب الذي نعيشه اليوم والحرب الدائرة داخلياً، نؤمن بأن الاستمرار هو إنجاز بحدّ ذاته، ومن يصمد اليوم سيقود السوق غدًا. ورغم كل شيء تضع المشرق للتأمين خططًا مستقبلية للابتكار في المنتجات، إلى جانب مواصلة تبني التحول الرقمي.